حوار/عبده سيف الرعيني
تولي قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ/علي عبدا لله صالح رئيس الجمهورية ومنذ وقت مبكر اهتماماً خاصة بالمعلومات للانتقال بالوطن إلى عالم المعلوماتية كما بذلت جهود كبيرة وفاعلة في ميدان المنافسة في مجال المعلومات والاتصالات بهدف حصول اليمن على مكان خاص بها في خريطة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في عالم أصبح اليوم يمثل قرية كونيه صغيرة وليس هذا فحسب بل أصبح العالم اليوم من المنظور التكنولوجي محصوراً في شاشة صغيرة هي شاشة الإنترنت.. وقد تجسدت جهود اليمن في هذا الجانب من خلال إنشاء المركز الوطني للمعلومات عام 1996م والذي أنيط به بناء وتطوير نظام وطني متكامل للمعلومات إلى جانب مشروع رئيس الجمهورية لتعميم الحاسب الآلي وتوجيهاته بتوفير التمويل اللازم لمشروع الشبكة الوطنية للمعلومات في هذا الإطار صحيفة الجمهورية التقت الأخ/عبدا لكريم علي الرويشان نائب رئيس المركز الوطني للمعلومات وأجرت معه الحوار التالي:
المعلومة أهم عناصر التخطيط
بداية نرجو تسليط الضوء على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المعلومات في تحقيق التخطيط الاستراتيجي الجيد؟؟
إن تحقيق التخطيط الجديد لايمكن أن يتم إلا بالإستناد على المعلومات الدقيقة والكافية التي يستند عليها راسمو السياسات والمخططون فأهم عناصر التخطيط الجيد توفر المعلومات التي من خلالها يمكن معرفة الظروف الحالية والإمكانات وتحديد الأهداف المنشودة الممكنة وفقاً للموارد المتاحة وتحديد مسئوليات التنفيذ لمختلف المهام.. كما أن صياغة أهداف الخطة بكفاءة، وتحديد المهام والمسئوليات، وقياس مستوى الأداء في تنفيذ الخطط ،كل ذلك لا يتحقق إلا بتوفير المعلومات، ومن هذا المنطلق فالمعلومات محور أساسي وهام لتحقيق التخطيط الجيد، كما أن توفير المعلومات المناسبة وبالوقت المناسب لايتأتي إلا من خلال نظم معلومات محوسبة كفوءة تتيح توفير التدقيق المعلوماتي المنتظم الذي يحتاجه المخططون.
توجهات نحو نظم المعلومات
هل يمكن التوضيح أكثر حول العلاقة التي تربط الجانب المعلوماتي بكفاءة إتخاذ وصنع القرار الإداري ؟؟
إن كفاءة اتخاذ القرار تعتمد على مدخلات المعلومات التي يتم من خلالها تحديد وصياغة البدائل التي يبنى عليها القرار المتخذ، لذا فإن عملية إتخاذ بدائل الحلول المقترحة كلها خطوات في عملية هامة في صناعة القرار التي تحتاج إلى المعلومات بل وتبنى في أسسها على المعلومات، ومن هنا فإن تحقيق كفاءة إتخاذ القرار يرتبط بكفاءة المعلومات المتاحة وتوفرها في الوقت المناسب كما أن كفاءة المعلومة يرتبط أيضاً بمستوى كفاءة نظام المعلومات المستخدم. ولانه لم يعد ممكناً في عصرنا الحاضر مع تشابك وتعقد علاقات الحياة وتعدد وتنوع الأنشطة الإنسانية الاعتماد على ذاكرة الإنسان الفرد وقدراته الفردية المحضة فقد اتجه العالم نحو نظم المعلومات التي يتحقق من خلالها انتظام تدفق المعلومات وكفاءتها، بل وظهر مايعرف اليوم نظم معلومات دعم صناعة القرار وهي نظم معلومات تساهم في صناعة القرارات الاستراتيجية للمؤسسات والبلدان.
تحسين الأداء
وماذا عن المعلوماتية وآثارها الإيجابية على عملية الرقابة على الإدارة؟
فيما يتعلق بعملية الرقابة على الأداء فإنها هي الأخرى تحتاج إلى توفير المعلومات ولايمكن أن تتم عملية الرقابة الجيدة إلا بمعطيات معلوماتية دقيقة تمكنها من معرفة مستوى الأداء وتحديد نقاط عملية والضعف وبالتالي تقديم صورة شاملة ومتكاملة عن مستوى الأداء لصانع القرار تمكنه من إتخاذ قراراته المناسبة التي تمكنه من تجاوز المعوقات وتحسين الأداء الذي ينشده. ولايختلف اثنان على وجود مشكلات متجذرة في الأداء المؤسسي الحكومي ومهما كانت عوامل ومسببات ذلك فإن الواقع اليوم يحتم التسريع في حل هذه المشكلات وتجاوز اثارها الآنية والمستقبلية وتحقيق ذلك لن يتم إلا بنظرة تكاملية وشاملة واقتراح حلول جذرية تمكن هذه المؤسسات من تحقيق نوعية في أداءها.
كيف يمكن للمعلومات الأسهام في تطوير الأداء المؤسسي الحكومي؟
يأتي في مقدمة العوامل الداعمة لتحقيق الأداء المؤسسي الحكومي نشر وتعميم ثقافة المعلومات ودورها في التطوير الإداري تخطيطاً وتنفيذاً ورقابة وإتخاذ القرار، وعكس ذلك من خلال التوجه االجاد للإهتمام بالمعلومات وإدخال نظم المعلومات إلى هذه المؤسسات ومالم يتحقق ذلك فستظل مشكلة الأداء الحكومي قائمة مهما وضعنا من قوانين ولوائح ونظم عمل فتشعب العمل وتعقيده لدى المؤسسات الحكومية يحتم الإتجاه نحو الإهتمام بالمعلومات ونظم المعلومات والإفادة منها في تحقيق أداء أفضل. . ولايعني ذلك الشغف بإدخال تكنولوجيا المعلومات فحسب وإنما إدخال وإستخدام تكنولوجيا المعلومات بصورة واقعية تحقق كفاءة الإفادة منها ولاتجعلها عبء على هذه المؤسسات، حيث إن التعامل مع المعلومات والتكنولوجيا يستدعي الإدارك الواعي بمتطلبات العمل المؤسسي ومستوى التكنولوجيا المطلوب بدون المبالغة وبما يحقق التطور المنشود وبالتكلفة الملائمة وبما يضمن كفاءة تشغيل وصيانة هذه النظم فنياً ومادياً.
مشروعات هامة
ويضيف نائب رئيس المركز الوطني وإستادا إلى أهمية المعلومات في تحقيق كفاءة الأداء الإداري والتنموي وترجمة لإهتمامات القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية فإن المركز الوطني للمعلومات سعى لتبنى مشروعات هامة تحقق تطور البنية التحتية للمعلومات وإيجاد مقومات العمل المعلوماتي الداعم لتوجهات التنمية والتحديث الشامل وتمكين صناع القرار والمؤسسات والجهات الحكومية والخاصة وأفراد المجتمع من الحصول على المعلومات والإفادة منها في مختلف الجوانب التي يحتاجون إليها وترجمة لذلك فقد إتجه المركز إلى تبنى عدد من مشروعات البنية التحتية للمعلومات من أهمها مشروع الشبكة الوطنية هذا المشروع العملاق الذي سيحقق نقلة نوعية في شبيكية قطاعية من خلال منظومة موحدة للشبكة الوطنية للمعلومات، غير أن نجاح مثل هذا المشروع يحتاج إلى توفير إمكانات مادية كبيرة وكافية وإلى تضافر وتعاون مختلف الجهات الحكومية وإلى استثمار الكثير من الوقت والجهد حتى ينجز المشروع.
مشروع الشبكة الوطنية
وحول خطوات المركز المحققة في إطار تنفيذ المشروع الاستراتيجي المتمثل بإنشاء الشبكة الوطنية للمعلومات قال الرويشان:لقد أنتهى المركز من اعداد الدراسة الخاصة بالمشروع والتي بلغت تكلفتها الاجمالية 100 الف دولار فقط فيما أوضحت هذه الدراسة أن التكلفة الأولية لتنفيذ مشروع الشبكة الوطنية قدرة بـ 50 مليون دولار وأن فخامة الأخ رئيس الجمهورية قد أصدر توجيهاته لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروع ويجرى حالياً وبالتنسيق مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي البحث على التمويل الكافي للمشروع.
تنظيم العمل المعلوماتي ودعم إتخاذ القرار
ما هي الإنجازات المحققة المحققة للمعلومات على الصعيد الوطني وأهم الصعوبات والمعلومات التي تواجهكم في المركز؟
يواجه اليمن كغيره من البلدان النامية العديد من المعوقات التي تحول دون تحقيقه لأهدافه التنموية بالصورة المطلوبة ويعود ذلك للعديد من المشكلات المتجذرة الاقتصادية والاجتماعية والإدارية الشاملة والتي تحقق كفاءة استخدام الموارد المتاحة أو تحقيق كفاءة الإدارة التنموية بصورة علمية ومورداً تنموياً وعنصراً هاماً من عناصر النهوض والبناء التنموي.. ومن هذا المنطلق أولت القيادة السياسية والمتمثلة بفخامة رئيس الجمهورية/علي عبدالله صالح اهتماماً خاصاً بالمعلومات، ويبرز ذلك جلياً من خلال إنشاء المركز الوطني للمعلومات عام 1996م الذي أنيط به بناء وتطوير نظام وطني متكامل للمعلومات، كما وجه فخامة الرئيس في مناسبات كثيرة إلى الاهتمام بنظم المعلومات والعمل على الإفادة من الإمكانات الحديثة لتكنولوجيا المعلومات في التنظيم والتطوير للأداء المؤسسي والفردي فكان مشروع رئيس الجمهورية لتعميم الحاسب الآلي خطوة هامة في إطار اهتمام فخامة الرئيس علي عبدا لله صالح بانتشار استخدام الحواسيب على مستوى الأفراد،كما أولى فخامته بإقامة نظم المعلومات الشبكية وفي إطار وطني موحد حيث وجه بتوفير التمويل اللازم لمشروع الشبكة الوطنية للمعلومات والذي يعد من أكبر وأهم مشروعات البنية التحتية للمعلومات في اليمن وسيتم من خلاله بناء وربط مختلف المحافظات في منظومة شبكية واحدة.
مراكز معلومات المحافظات
كما نجد الاهتمام الرسمي بالمعلومات ونظم المعلومات من خلال إنشاء مراكز المعلومات العسكري، وتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية لمختلف المحافظات بالاهتمام بإقامة مراكز معلومات المحافظات والتي تمثل مرتكزات هامة على مستوى المحافظات لتطور العمل المعلوماتي والإفادة منها على صعيد المحافظات أو الصعيد الوطني، ويأتي اهتمام القيادة السياسية بالمعلومات ونظم المعلومات انطلاقا من الأهمية التي باتت تكتسبها المعلومات ونظم المعلومات في تحقيق التطور الإداري والتنموي المنشود من خلال دعم توجهات التخطيط الحديث ودعم إتخاذ القرار وتحقيق فاعلية الرقابة على الأداء.. ومما يؤكد حرص واهتمام فخامة رئيس الجمهورية بالمعلومات وتقنياتها ماتضمنته الاتفاقيات والبروتوكولات التي وقعت بين بلادنا وجمهورية الصين أثناء زياراته الأخيرة لجمهورية الصين الأمر الذي يترجم بوضوح درجة ومستوى اهتمام القيادة السياسية بالمعلومات.