الأربعاء, 23-نوفمبر-2011م
دعوني بداية أعلن وبسعادة بالغة عن التوصل إلى اتفاق على عملية الانتقال السياسي في اليمن بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي واستناداً لدعوة مجلس الأمن الدولي في قراره رقم (2014) لعام 2011م إن التوقيع على هذا الاتفاق سيتم اليوم في العاصمة السعودية الرياض.
إن الاتفاق هو بمثابة خطوة مهمة بالنسبة للشعب اليمني لحل الأزمة السياسية في البلاد والانتقال ببلدهم نحو مستقبل أفضل وأود في هذا الإطار الإشادة بدور وبالتزام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي مكن من بدء العملية الانتقالية وأثمن عالياً الدور الذي لعبة نائب رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي وممثلو المؤتمر الشعبي العام والمجلس الوطني وهو ما مكننا من إنجاز هذا الاتفاق.
وأرُحب كذلك بالدور الهام الذي لعبة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودولة الأعضاء وأعضاء مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي في تشجيعهم الأطراف على الانتقال السلمي للسلطة.
لقد عملت وبناءً على طلب الطرفين لتيسير هذه المفاوضات في إطار الجهود الحميدة للأمين العام للأمم المتحدة وعملاً بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014م.
سوف أقدم تقرير الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي يوم الثاني والعشرين من شهر تشرين ثاني/ نوفمبر الحالي والذي سيتطرق إلى هذه المفاوضات إضافة إلى باقي القضايا الأخرى ذات الصلة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2014).
إن الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف اليمنية براعية الأمم المتحدة يخول نائب الرئيس بصلاحيات اللازمة لتنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في فترة زمنية لا تزيد عن 90 يوماً لحظة التوقيع على المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها.
وخلال هذه الفترة والفترة الانتقالية التي تمتد لعامين تشكيل حكومة وفاق وطني وعقد مؤتمر حوار وطني شامل بضمان مشاركة واسعة في هذه العملية من أجل رسم مستقبل اليمن.
وتتبع ذلك عملية مراجعة الدستور التي ستكون المشاركة فيها مفتوحة لممثلين عن كافة مناطق اليمن ومكونات المجتمع اليمني وسيكون الآن أمام الناشطين السياسيين فرصة تنظيم أنفسهم في أحزاب سياسية والتنافس وفق شروط متساوية في الانتخابات التي ستقعد في نهاية المرحلة الانتقالية التي تستمر عامين.
وكلي آمل أن هذه الخطوات ستؤدي لإيجاد أسس قوية لعملية انتقالية شاملة يشارك فيها جميع اليمنيين وتعطي المجتمع المدني والشباب والمرأة مشاركة حقيقة في مستقبل اليمن ولهذه الغاية فقد تقرر أن تنخرط حكومة الوفاق الوطني المقبلة فوراً في حوار مع الشباب في الساحات للحصول على دعمهم لمشاركة حقيقية ونشطة في العملية السياسية.
إن الاتفاق يضع لبنه هامة تجاه الحفاظ على وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسيادة أراضيه ويضع الأسس لتعافي الاقتصادي وعلى كل فقد عاش الشعب اليمني معاناة شديدة نتيجة للأزمة التي مرة بها البلاد وسيكون من الضروري إنجاح هذه الاتفاق من خلال التنفيذ الفعال له.
إنني أدعو كافة الأطراف اليمنية لاحترام تعهداتها في اتفاق ووفق كافة أعمال العنف فوراً لتوقف عن أية استفزازات أخرى والعمل معاً بنية طيبة نحو التنفيذ الكامل للاتفاق.
وأتوجه بهذه المناسبة إلى جميع الشباب اليمنيين لأؤكد أن مطالبكم شكلت أوجدت الزخم الذي إلى التغيير في اليمن إن الباب مفتوحاً أمام تغيير سياسي حقيقي في البلاد إن عليكم ياشباب اليمن أن تستثمروا هذه الفرصة التاريخية بمسئولية لتساهموا بفاعلية في مستقبل أفضل لليمن إن مستقبل اليمن يقع على عاتقكم.
إنني أشجع جميع اليمنيين على استكمال هذه الفرصة التاريخية للمصارحة والسير قدماً متحدين لمواجهة التحديات الكثيرة التي تواجه اليمن.
إنني ونيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة أجدد التأكيد على الالتزام القوي للأمم المتحدة لمواصلة دعمها لعملية انتقالية يقودها اليمنيون ولهذا الغرض سيتواصل الأمم المتحدة العمل مع كافة الأطراف اليمنية والانخراط المستمر مع أعضاء مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي وباقي الأطراف الدولية في هذا الجهد.
|