بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أفضل خلق الله محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم..
إخواني وأخواتي.. أبنائي وبناتي في أمانة العاصمة صنعاء، عاصمة اليمنيين، عاصمة اليمن التاريخية، عاصمة اليمن الواحد.
الإخوة والأخوات أبناء محافظة صنعاء، يا من قدمتم من كل حدب وصوب، وجبتم السهول والوديان؛ لإحياء هذا المهرجان المهيب الذي نختتم به مهرجانات الوطن الوطني اليمني بكل أقطاره..
مرحباً بكم جميعاً إلى هذا المهرجان المهيب..
أيها الحفل الكريم..
إن هذا المهرجان الحاشد يتوج مهرجانات شعبنا بمناسبة إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، انتخابات ارتضيناها وارتضينا عليها جميعاً لإخراج الوطن من حالة غير مسبوقة في تاريخه، من عناء لا يوصف، ومن تدهور اقتصادي ومعيشي لم يسلم منه أحد، ولم ينج من آثاره مواطن.
أما اليوم أيها اليمنيون الأحرار فأنتم على وشك الولوج إلى مرحلة جديدة في وطن متجدد لمواصلة بنائه بكل عزيمة وثبات.
الإخوة أبناء الوطن اليمني، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).
لذلك فأنتم مدعوون جميعاً غداً إلى العمل الصالح، وهو التوجه إلى صناديق الاقتراع ليس لانتخاب مرشح توافقي فحسب؛ بل إنكم تذهبون لمنح الشرعية الشعبية لمرحلة استثنائية نسير فيها معاً على درب الأمن والأمان والاستقرار والوئام والوحدة والالتقاء لنحقق انتقالاً آمناً وسلساً للسلطة بعيداً عن أصوات المدافع هدير الدبابات، وقد نبذ شعبنا ذلك الأسلوب إلى الأبد.
الإخوة أبناء أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء:
أيها اليمنيون جميعاً..
إن المرحلة الاستثنائية التي يمر بها الوطن توجب علينا جميعاً العمل والتكاتف والتآخي حتى نعبر بالوطن اليمني وطن الأمن والأمان والحكمة والإيمان إلى بر الأمان. ودليلنا في هذه المرحلة الحاسمة هو العمل بجدٍ وإخلاص لتنفيذ ما التزمنا به جميعاً وارتضيناه حلاً للخروج بالوطن مما عاناه على مدى عام كامل، وتلك هي مبادرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآليتها التنفيذية.
لقد كانت المبادرة وآليتها طوق النجاة لنا جميعاً، وعلينا أن نلتزم بكل بنودها التزاماً صارماً، فالوطن اليمني يمر بمرحلة لا مجال فيها لاستقراء الماضي ومواصلة الخلافات والاختلاف. فما هو استثنائي يوجب علينا جميعاً ألاَّ نخرج عن الشروط والقواعد التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة التي ندعو الله سبحانه وتعالى أن يعيننا جميعاً على القيام بواجبنا الوطني وفق ذلك كله؛ واجبنا الديني والأخلاقي لكي نصل إلى بر الأمان من خلال حوار وطني شامل لا يستثني أحداً ولا يسكت صوتاً..
حوار يتسم بتحمل المسئولية التاريخية أمام وطننا، وطن كل يمني ويمنية، وطن كل شاب وشابة، في حوار يؤدي إلى توافق واتفاق على أسس دستورية لقيام دولة مدنية حديثة أساسها العدل والمساواة بنظام لا مركزي، بعيداً عن البيروقراطية المفرطة والسيطرة المقيتة.
الإخوة والأخوات:
أيها اليمنيون الأحرار..
إنكم على موعد غداً مع يوم الاقتراع لمنح الشرعية الشعبية لما تعاهدنا عليه للخروج بالوطن من أزمته خلال فترة انتقالية استثنائية ارتضيناها بناءً على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وهنا لا بد لي أن أتقدم بالشكر الجزيل لأشقائنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وللدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، وللأمين العام للأمم المتحدة -ممثلاً بمبعوثه الأستاذ/ جمال بن عمر- على ما بذلوه من جهود خيرة أوصلت الوطن اليمني إلى ذلك اليوم المشهود يوم الـ21 من فبراير.
الإخوة والأخوات..
إن المرحلة القادمة لن تقل صعوبة من النواحي الاقتصادية، ولكننا نراهن على أشقائنا وأصدقائنا لإخراج الوطن من أزمته. أما المسئولية السياسية والأمنية فإنها تقع على عواتقنا جميعاً، فالوطن واحد والمصير واحد، وإن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه، (إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)..
الإخوة والأخوات أبناء أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء
أيها اليمنيون الأحرار..
إنكم جميعاً أمام عتبة من عتبات التاريخ اليمني تعبرون بها إلى يمن جديد ومتجدد، يمن الحرية والديمقراطية، يمن الأمن والأمان، يمن التقدم والازدهار. وسوف تبنوه بسواعدكم وتحمونه بأفئدتكم فلنسر معاً إلى الأمام من أجل غدٍ مشرق ومستقبل زاهر في ظل يمن واحد وموحد.
وفقنا الله جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
|