يحي بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم الحسني العلوي الرسي: إمام زيدي . ولد بالمدينة . وكان يسكن "الفرع " من أرض الحجاز، مع أبيه وأعمامه. ونشأ فقيهاً عالماً ورعاً ، فيه شجاعة وبطولة. وصنف كتباً منها : "الجامع" ويُسمى "الإحكام في الحلال والحرام والسنن والأحكام " و "المسالك في ذكر الناجي من الفرق والهالك "، وله رسائل كثيرة منها "الرد على أهل الزيغ " و " العرش والكرسي " و " خطايا الأنبياء " و" الرد على المجبرة والقدرية " و "وصية " من كلامه. وراسله أبو العتاهية الهمداني (وكان من ملوك اليمن) ودعاه إلى بلاده ، فقصدها ، ونزل بصعدة (سنة 283هـ)في أيام المعتضد ، وبايعه أبو العتاهية وعشائره وبعض قبائل خولان وبني الحارث بن كعب وبني عبد المدان . وخُوطب بأمير المؤمنين ، وتلقب بالهادي إلى الحق، وفتح نجران ،وأقام بها مدة. وقاتله عمال بني العباس ، فظفر بعد حروب، وملك صنعاء(سنة288هـ)، وامتد ملكة؛ فَخُطِب له بمكة سبع سنين، وضُربت السكة باسمه. وفي أيامه ظهر في اليمن علي بن الفضل القرمطي ، وتغلب على أكثر بلاد اليمن وقصد الكعبة (سنة 298هـ) ليهدمها فقاتله صاحب الترجمة، وعاجلته الوفاة بصعدة (رحمه الله )،ودفن بجامعها .وكان قوي الساعد ،يمسك الحنطة بيده فيطحنها، واسم فرسه الذي يقاتل عليه (أبو الجماجم) وأكثر من ملك اليمن بعده من أئمة الزيدية هم من ذريته. ولعلي بن محمد بن عبيد الله العلوي ، كتاب في (سيرته).
(المصدر: الأعلام ، خير الدين الزركلي )(8/141).
|