نظمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالتعاون مع وزارة الزراعة والري ووزارة المياه والبيئة وسفارة المملكة الهولندية بصنعاء اليوم ورشة عمل لإطلاق مشروع الادارة اللا مركزية لحوض صنعاء ودعم سبل المعيشة المستدامة في المناطق الريفية.
وفي افتتاح الورشة أكد وزير الزراعة والري المهندس فريد مجور أن حوض صنعاء من البيئات التي تستهلك معظم مواردها المائية والجوفية والمتجددة لأغراض الري وبكميات سحب كبيرة وصلت الى أكثر من 349 مليون متر مكعب في العام 2005م ، كما ارتفع معدل السحب السنوي في حوض تهامة الى 810 ملايين متر مكعب خلال نفس العام وذلك نتيجة للتوسع المستمر في الزراعة المروية وكذا ارتفاع معدل النمو السكاني.
وأشار الى أن مشكلة المياه في اليمن تستدعي تنسيق جهود كافة الجهات لإيجاد الحلول المناسبة لها، وتحقيق الشراكة الفاعلة مع المجتمعات المحلية لتعزيز الادارة المتكاملة للموارد المائية .. لافتا الى ان المشاكل الأساسية التي تقف أمام تنفيذ خطة الادارة المتكاملة للموارد المائية في حوض صنعاء وكافة الأحواض تتمثل في الحفر العشوائي وكذا الاستخدام المفرط للمياه في الزراعة الذي يهدد الموارد المائية بالنضوب وعدم الالتزام بتنفيذ التشريعات والقوانين المائية.
وأكد الوزير مجور أهمية التكاتف والتنسيق لمواجهة هذه المشكلة.
وقال: " لا بد من توفر الارادة والوعي لدى المجتمع لتفادي مشكلة المياه باليمن والالتزام الكامل على أعلى المستويات بالتشريعات والقوانين المنظمة للحفر وان يكون هناك توعية وحوار بين مستخدمي المياه لان ذلك من المتطلبات والاشتراطات الاساسية لإدارة الأحواض المائية بنجاح ".
وثمن وزير الزراعة دعم الحكومة الهولندية على تمويل مشروع " لامركزية استدامة انتاج المحاصيل والإدارة المتكاملة للموارد المائية في كلا من حوض صنعاء وحوض تهامة " .. وكذا دور منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) على الاشراف على تنفيذ المشروعين.
من جانبه أشار ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في اليمن الدكتور صلاح الحاج حسن الى أهمية الورشة في إبراز أهمية الادارة المتكاملة للموارد المائية في كل من حوض صنعاء وحوض تهامة بما من شأنه زيادة انتاج المحاصيل وتحسين العائد من الزراعة في الحوضين المائيين.
ونوه الى أن المشروع يهدف الى تخفيف الاستنزاف الجائر لمياه حوض صنعاء الجوفية وتفعيل جمعيات مستخدمي المياه بالإضافة الى التركيز على دعم قطاع الانتاج المحصولي وبكمية أقل من المياه.
وقال الحاج حسن " بالرغم من صدور القرارات الخاصة بمنع الحفر العشوائي للآبار إلا أنه لا تزال هناك اعتداءات على مياه حوض صنعاء من خلال الحفر العشوائي الجائر وغير المرخص وفي مختلف مناطق الحوض الجغرافية الذي تصل مساحته الى 3 آلاف و250 ألف كم مربع معظمها في محافظة صنعاء ".
ولفت الى أن معظم الأحواض في اليمن تعاني من الضخ والاستخدام العشوائي للمياه الجوفية حيث يقدر معدل استنزاف المياه بحوالي 138 بالمائة من المياه المتجددة سنويا والتي تقدر بنحو 1ر2 مليار متر مكعب سنوياً .. مبينا ان المجتمعات المحلية هي المسئول الرئيسي على الموارد الطبيعية وخاصة الموارد المائية في حوض صنعاء الذي يعيش مرحلة في غاية الخطورة وبحاجة ماسة لإجراءات تضمن عدم نضوب الموارد المائية في المستقبل القريب.
ونوه الدكتور صلاح بأهمية المشروع لحث المزارعين على تبني التدابير التي تقلل من استنزاف المياه ومن هذه التدابير تقنيات الري المبتكرة وتجميع المياه وتخزينها والبحث عن المحاصيل البديلة ذات الاحتياج المائي الأٌقل والتي يمكن ان توفر دخلا للمزارعين.
ولفت الى انه سيتم اشراك عدد من القطاعات كالزراعة والمياه والهيئة الوطنية للموارد المائية في تطوير خطط انتاج المحاصيل وانشاء البنية التحتية اللازمة للخزانات ووسائل حصاد المياه وتقديم تقنيات الري المبتكرة .. مستعرضا أهمية المشروع وأهدافة في تعزيز جهود التنمية الزراعية ومساندة اليمن في مواجهة تحديات الموارد المائية والأراضي الزراعية.
فيما أكد سفير مملكة هولندا بصنعاء ألدريك خير فيلد حرص هولندا على دعم مسارات التنمية في اليمن .. داعيا الى أهمية تكامل الأدوار بين وزارتي المياه والبيئة والزراعة والري لحل مشكلة المياه في اليمن وايجاد طرح متكامل ورؤى اقتصادية للحد من المشكلة المائية وتوفير المياه وضمان استدامتها لري المحاصيل الزراعية.
وتضمنت الورشة التي شارك فيها أكثر من 40 مشارك ومشاركة من المهندسين الزراعيين والباحثين وممثلين عن جمعيات مستخدمي المياه ومزارعين ، تقديم عرضا توضيحيا لأنشطة المشروع وأهدافه وتدخلاته ودوره في مساندة جهود تنفيذ برامج وخطط ادارة الموارد المائية في اليمن.
حضر الورشة وزير المياه والبيئة الدكتور عزي هبة الله علي شريم وزيراً للمياه والبيئة السابق عبد رزاز ورئيس الهيئة العامة للموارد المائية علي الصريمي عدد من المسئولين.
سبأنت
رجوع إلى قائمة الأخبار